تَحكُم الهرمونات عالمنا إلى حد كبير، فهي تلعب دورًا في مزاجنا ودورة نومنا ومستويات الطاقة لدينا وشهيتنا لتناول الطعام وتقلبات أوزاننا وكذلك دورتنا الإنجابية.

لمساعدتكم على تحقيق التوازن بين هرموناتكم، فقد قمنا بجمع حلول ومكملات طبيعية متنوعة للرعاية النسائية والتي ستدعم جميع الهرمونات المختلفة في أجسامنا. ولكن قبل ذلك، قد يكون من المفيد معرفة العلامات التي تشير إلى أنه قد تكون هرموناتكم بغير مستوياتها الطبيعية، والخطوات التي يجب اتباعها لإعادة توازنها في الجسم!

كيف تعرفين إذا كان لديك اختلال في توازن هرموناتك؟

قد يؤدي عدم توازن الهرمونات إلى الإرهاق وصعوبة النوم، ومشاكل مع زيادة الوزن، وهشاشة الشعر والأظافر، وأعراض مزعجة جدًا بسبب المتلازمة السابقة للحيض.

عندما تكون هرمونات الأستروجين والتستوستيرون والبروجيسترون  غير متزنة، فإن هذا عادة ما يؤدي إلى مزيج من الإرهاق وزيادة الوزن. أيضًا، قد تكون هذه الأعراض نتيجة لعدم عمل هرمون الأنسولين على النحو الأمثل؛ وذلك بسبب تناول الكثير من الحلويات والكربوهيدرات. وعلى الرغم من أن الكثيرين منّا يعتقدون بأن الهرمونات مرتبطة بدورتنا الإنجابية فقط، إلا أن الهرمونات تدخل في العديد من العمليات المختلفة في أجسامنا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأنسولين. فإذا شعرت في بعض الأحيان بتعب كبير أو إذا كنت تعانين من "ضبابية المخ"، فقد يكون هذا بسبب عدم تحمل الأنسولين أو عدم اتزانه.

يجعلنا هرمون الكورتيزول غير متزنات عندما نتعرض لمقدار كبير من الإجهاد. عندما تشعرين بالإجهاد باستمرار، فإن عدم توازن الكورتيزول قد يسبب لك الشعور بالقلق أكثر، وقد تشعرين بشهية تجاه الطعام المريح، وقد يسبب ذلك صعوبات في الحصول على نوم جيد في الليل.

باختصار، فإن هناك هرمونات مرتبطة بأنظمة مختلفة في أجسامنا، ولذلك فإنه من المهم أن نتخذ تدابير وقائية دومًا للحفاظ على التناغم بين أجسامنا وهرموناتنا.

طرق طبيعية لتحقيق التوازن بين هرموناتك

خذي بعين الاعتبار ما تأكلينه. عندما أتحدث إلى زبائني أو قرائي عن الصحة الوقائية والصحة العامة، فإن النقطة الأولى لدي هي التركيز على النظام الغذائي. نحن نعرف جميعًا ما يجب علينا أكله وما يجب تجنبه، ولكن قول هذا أسهل من فعله. وللمساعدة في توجيهكن، أريد أن أشارككن أنواع الأطعمة التي يمكنكن إضافتها إلى نظامكن الغذائي، والتي ستدعم النسب الصحية للهرمونات.

  • قومي بزيادة الدهون الصحية. إن إدخال الدهون الصحية إلى نظامنا الغذائي مثل  الأفوكادو والمكسرات وجوز عين الجمل يساعد في دعم إنتاج هرموني البروجيسترون والأستروجين. إضافة: يساعد تناول الدهون الصحية كذلك في الشعور بالشبع لمدة أطول، ويمكنه أن يقلل من الشهية للطعام.
  • قومي بزيادة الألياف والأطعمة المخمرة. الألياف من الفواكه والخضروات، والأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف والمخللات و الكمبوشا، جميعها تدعم صحة الأمعاء والهضم. فعندما تعمل أمعاؤنا بأفضل شكل ممكن، فإنها تساعد في الحفاظ على عمل هرموناتنا معًا بسهولة.
  • قومي بزيادة الخضروات الصليبية (الكرنبية). الخضروات مثل القرنبيط والبروكلي والكرنب ترتبط بالأستروجين الفائض في الجسم لتقوم باستقلابه والتخلص منه.

قللي من السكريات والحبوب. إلى جانب الأطعمة المعروفة (الخبز، الأطعمة المخبوزة، الحلويات)، حاولي تقليل الفواكه والحبوب مثل الباستا وحتى الفاصوليا/البقوليات الغنية بالسكر لأسابيع قليلة. إذا شعرتي بأن لديك طاقة أكبر وأنك صافية الذهن أكثر وأصبحت تشعرين بالخفة، فإنه هذا قد يشير إلى أن هناك عدم توازن في هرمون الأنسولين عندما تتناولين الأطعمة والحبوب الغنية بالسكر.

النوم، ثم النوم، ثم المزيد من النوم. ربما تكونين قد قرأت هذا تقريبًا في معظم المقالات المرتبطة بالصحة التي مررت بها، وهذا لأنه مهم جدًا. عندما تنامين (عندما تحظين بنوم جيد جدًا) فإن جسمك يتعافى ويشفى ويعيد التوليد ويتجدد. عندما تنامين من 7 إلى 9 ساعات ليلًا، فإن جسمك يعمل على توازن الهرمونات. وكذلك يفرز الجسم هرمون النمو البشري ويكوّنه عندما نحظى بقسط جيد من النوم في كل ليلة، وهذا النوع من الهرمونات يساعد على إنتاج الخلايا بشكل صحي، ويساعدك في التعافي وكذلك يساعد في تعزيز القدرة على التحمل.

المكملات التي تساعد في تحقيق توازن الهرمونات

الأعشاب المتكيفة: هذا النوع من الأعشاب يساعدنا في تنظيم وإدارة الإجهاد في أجسامنا، مما يساعد على تكوين خط دفاع إضافي ضد الأمراض المرتبطة بالإجهاد. وهذا النوع من الأعشاب لا يساعد في حالات الإجهاد فحسب، بل إنها قد تدعم الأعضاء في أجسامنا التي تنتج وتنظم الهرمونات، مثل: نظام الغدة الدرقية، والغدة الكظرية، ومستويات الأنسولين. وتضم هذه الأعشاب:

  • العبعب المنوم (الأشواغاندا) مفيد بالأخص لوظيفة الغدة الدرقية. يستخدم الأطباء الشموليون الأشواغاندا للمساعدة في فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها، وكذلك إجهاد الغدد الكظرية. وعلى الرغم من أن إجهاد الغدد الكظرية غير معترف به على نطاق واسع في الطب الغربي، إلا أن العديد من أطباء وممارسي الطب البديل يعرفون إجهاد الغدد الكظرية كمشكلة بسبب فرط الإجهاد العاطفي والذهني والجسدي. عندما تبذل الغدد الكظرية جهدًا فوق طاقتها من أجل التعامل مع هذا الإجهاد، فإن هذا قد يؤدي إلى اختلال توازن البروجيسترون والكورتيزول.
  • يساعد نبات الجذر الذهبي في زيادة طاقتنا خلال أوقات التعرض للإجهاد. كما يقال إنه يساعد في تقليل مستويات الكورتيزول.
  • يستخدم الريحان المقدس للمساعدة في تنظيم مستويات الكورتيزول للتخفيف من الضغط النفسي والإجهاد بشكل طبيعي. كما ربطته بعض الدراسات بالمساعدة في إزالة المعادن الثقيلة من أجسامنا الناتجة من الإجهاد البيئي والذي قد يسبب اختلال توازن الهرمونات.

الزيوت العطرية تكون ممتازة عند إضافتها إلى حلول التنظيف الطبيعية وطقوس العناية الشخصية، حيث أنها تمتلك الكثير من الخصائص والمركبات المتنوعة، والتي تساعد في تحقيق توازن العقل والجسم والروح (والهرمونات!). أنا أحب الزيوت العطرية التالية من أجل تحقيق توازن الهرمونات:

  • اللافندر هو زيت عطري معروف يساعد في تعزيز هدوء البال. وهو معروف بمساعدته في تقليل الإجهاد والمزاجية، كما أنه يعزز دورة النوم العميق والمجدد للنشاط. عندما نكون في حالة من هدوء البال والنفس، فإن هرموناتنا يكون لديها فرصة أفضل بكثير للعمل معًا.
  • قد يساعد زيت الزعتر في تحقيق اتزان مستويات هرمون البروجيسترون من خلال تعزيز صحة إنتاج هذا الهرمون بالتحديد. ولهذا، فإن زيت الزعتر قد يساعد في تعزيز النوم وكذلك تقليل أعراض انقطاع الطمث. أحب أن أضيف كلًا من زيت اللافندر والزعتر إلى الحمام المسائي للاستراحة بعد يوم طويل.
  • قد تساعد الميرمية في تحقيق توازن الأستروجين، حيث أنها تحتوي على استروجين نباتي. يقال بأن هذا الزيت يساعد في أعراض المتلازمة السابقة للحيض وقد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية. أنا أحب أن أدلك بطني مباشرة بزيت الميرمية كعلاج طبيعي عندما أشعر بتشنجات.

يمكن استخدام مكملات إضافية، خصوصًا عندما لا نأكل طعامًا صحيًا. لإتاحة خيارات أكثر قليلًا لك إذا كنت تفضلين تجربة المكملات بدلًا من الزيوت العطرية، شاهدي المكملات أدناه، والتي تم ربطها بمساعدتنا على تحقيق توازن هرموناتنا.

  • من المهم شمول فيتامين د في نظامنا الغذائي (عادة على شكل مكملات) حيث أنه من الصعب إيجاده في العديد من الأطعمة، كما أنه من الصعب الحصول عليه إذا لم نخرج تحت الشمس طوال اليوم. من المفيد تناول مكمل فيتامين د خصوصًا في أشهر الشتاء عندما نشعر بأننا نواجه الاكتئاب الموسمي.
  • زيت زهرة الربيع المسائية هو علاج قديم يستخدم لمساعدتنا في زيادة الخصوبة والأعراض السابقة للحيض، كما أنه يحتوي على الأحماض الدهنية.
  • البروبيوتيك، مثل الأطعمة المخمرة، يساعد في تعزيز صحة الأمعاء والهضم، ويزودنا بالبكتيريا النافعة التي قد تساعد في إنتاج هرمونات مثل الجريلين واللبتين والأنسولين.
  • ينحدر نبات الماكا من عائلة الفجل، ويستخدم منذ قرون في البيرو للمساعدة في زيادة الخصوبة، ورفع مستويات التستوستيرون، وتقليل أعراض المتلازمة السابقة للحيض.

في حين أن العديد منا يعانين من أعراض اختلال توازن الهرمونات، فإن هنالك طرقًا متعددة للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض وتحقيق التوازن في إنتاج الهرمونات في نهاية المطاف، وذلك باستخدام العديد من العلاجات والمكملات الطبيعية المختلفة. وكما هي الحالة مع جميع الأعشاب وطرق العناية بالصحة الجديدة، عليك استشارة طبيبك قبل إضافتها إلى نظامك الغذائي.